التغذية السليمة أفضل علاج لالتهابات القولون

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد التغذية العلاجية لأمراض الجهاز الهضمي مهمة جداً، إذ إن لها تأثيراً جيداً في علاج الكثير من الأمور المتعلقة بسوء امتصاص العناصر الغذائية في الجسم أو فقدان السوائل والأملاح المعدنية وفقر الدم وتلف بعض الأنسجة نتيجة الالتهابات.

عناية

وقالت نجلاء درويش عبيد، أخصائية التغذية السريرية – إدارة التغذية السريرية في هيئة الصحة في دبي، إن العناية بالجهاز الهضمي ليس فقط بتناول الأدوية فهناك الكثير من الأعراض كحالات الإسهال وسوء الهضم والغازات والإمساك وغيرها من المشكلات التي تعود إلى النمط غير الصحي المتبع.

وأفادت بأن التهابات القولون من أكثر أمراض الجهاز الهضمي انتشاراً، ويحدث في أي مرحلة من مراحل العمر ويهمل علاجها الكثيرون مع عدم معرفة الأسباب الحقيقية، أما المسببان الأكثر شيوعاً هما الإصابة بعدوى أو مرض التهابي مزمن في الأمعاء.

وتابعت: يعتمد العلاج على مسبب الالتهاب القولوني والمعروف منها التهاب القولون العصبي، كما يجب التمييز بينه وبين التهاب القولون التقرحي، فالقولون العصبي عبارة عن اضطراب في الجهاز الهضمي ينتج عنه خلل في وظيفة القولون وألم بطني، أما التهاب القولون التقرحي هو التهاب يصيب الغشاء المخاطي للقولون وغالباً ما يكون مصحوباً بتقرحات، وفي الحالات المتقدمة من المرض قد تنتشر في جميع أجزاء الأمعاء الغليظة كما يجب أن لا نغفل وظيفة القولون الرئيسية وهي امتصاص الماء وجزء بسيط جداً من المواد الغذائية بالإضافة إلى تحليل المواد العضوية الموجودة في الفضلات عن طريق بكتيريا الفلورا، وأي خلل في القولون قد يؤدي إلى مخاطر عديدة.

الأغراض

وذكرت عبيد أن من أهم أعراض التهاب القولون، الإمساك أو الإسهال أو الاثنين معاً وآلام وانتفاخ في البطن واحتباس الغازات وسوء التغذية، ويحتاج معظم مرضى التهابات القولون إلى تعديل غذائي بحيث يتم التركيز على تعويض الفاقد من السوائل والعناصر الغذائية المختلفة، كما يعتمد العلاج الغذائي في مثل هذه الحالات على حالة المريض النفسية كعامل مساعد على تحسن الحالة مع العلاج بالدواء إن لزم الأمر، على سبيل المثال يمكن التحكم في الإسهال عن طريق النظام الغذائي ولكن إذا انفعل المريض نفسياً قد يصاب بالإسهال مرة أخرى.

وأضافت: غالباً ما يفقد مرضى التهابات القولون خلال الحالات العرضية الحادة كميات كبيرة من السوائل والأملاح المعدنية وكذلك بروتين الأنسجة مما يؤدي إلى فقدان الوزن في بعض الأحيان، وقد تحتاج هذه الحالات إلى تعويض هذا الفقدان عن طريق الحقن بالوريد وقد تنحصر الوجبات على السائلة لتحسين الحالة حيث إن بعض الأطعمة المتناولة قد تؤدي إلى تفاقم أعراض التهابات القولون كالوجبات السريعة والإكثار من المشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكافيين كالشاي والقهوة ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية، وكذلك الحليب ومشتقاته وخاصة للمرضى الذين يعانون من سوء هضم اللاكتوز، والأطعمة التي تحتوي على الكبريت كالبصل والثوم والملفوف، والأطعمة التي تحتوي على الألياف بما في ذلك الحبوب مثل القمح والذرة والشعير، وكذلك البقوليات.

الوجبات

وأوضحت عبيد أن وجبات مرضى التهاب القولون يجب أن تكون كمياتها صغيرة تقدم على ست وجبات في اليوم كما يجب إشراك المريض في اختيار وجباته الغذائية حتى يمكن تناولها بسهولة حيث إن مريض التهاب القولون قلق دائماً ويرفض تناول الطعام المقدم له.

معادلة

يفضل إعطاء المريض كمية كافية من السوائل وإضافات من الفيتامينات والأملاح المعدنية حسب النقص بالجسم عن طريق إجراء الفحوصات المخبرية وقياس شدة الجفاف، إذ إن الحميات الغذائية لمرضى التهابات القولون تختلف حسب الحالة، فعلاج الإمساك مختلف عن علاج الإسهال على سبيل المثال.

Email